تمَ التقاط هذه الصورة فى السهول الشمالية الشاسعة على المرَيخ في منطقة تسمَى يوتوبيا. نستطيع أن نرى في هذه الصورة الجزئية مجموعة من المنخفضات الضحلة التي هي على الأخص منخفضات مزدوجة. تتكوَن هذه الأشكال من منخفض داخلي شبه دائري محاط بمنخفض آخر أكثر ضحالة وبالكاد نصف دائري. الجدير بالذكر هنا هو أنَ الشمس متعامدة من أسفل يسار الصورة. لذا اذا كانت عيناك يهيأ لها أنَ هذه مرتفعات وليست منخفضات فلا تقلق! هذا خداع بصري بسيط وشائع في الصور التي تأخذ بمثل هذه الزوايا الضوئية.

السؤال الذي يشغلنا هو كيف تكوَنت هذه المنخفضات الازدواجية؟ أحد النظريات الشائعة هي أن المنخفض الداخلي عبارة عن فوَهة تصادمية قد تكون أولية أو ثانوية (بمعنى أنها تكوَنت بفعل تصادم مقذوفات من تصادم آخر كبير. ومن المعروف أنَ المناطق القطبية أو الشبه القطبية على المرِيخ غنية بالجليد المائي المردوم والمغطَى بطبقة رقيقة من تراب أو غبار جاف الذي يحمي الجليد من التسامي (التحول من الهيئة الصلبة إلى الغازية مباشرة نتيجة للضغط الجوِي المنخفض) إلى الغلاف الجوِي.
إذن ما هي نتيجة حدوث تصادم صغير يؤدي لإزالة هذا التراب ويكشف الجليد؟ من المحتمل أنَ هذا التصادم سينتج عنه أوَلا تكوُن فوَهة أوَلية ثم تتكوَن هالة منخفضة حول الفوهة بسبب تسامي الجليد المكشوف ليكون الشكل النهائي هو هذه المنخفضات الإزدواجية أو الفوَهات المتمددة.

ترجمة: محمد رامي المعرِي