قد تتميّز أسطح الكواكب بعض الأحيان بلتعقيد الشديد نتيجة تداحل الكثيو من العوامل والتأثيرات الجيولوجية المشكّلة للسطح. لذا يحتاج العلماء أن يدرسوا كيفية تداخل أو تعاقب هذه المؤثرات والعوامل من أجل إستنباط التاريخ الجيولوجي لمثل هذه الأسطح.

تبدو لنا في هذه الصورة فوّهة دائرية يبلغ عرضها ٢ كم وقد تمّ تقسيمها إلى نصفين بفعل أخدود عميق يجري في منتصف الفوّهة من أعلى الصورة إلى أسفلها. يسمّي الجيولوجيون مثل هذه الأخاديد "صدوع أخدودية" (Graben). تتكوّن هذه التصدعات نتيجة تحرك كتل أرضية في إتجاهين متعاكسين مما يؤدي إلى تكوّن الصدع وهبوط جزء من الأرض في المنتصف وهو ما نراه هنا في صورة قاع أملس بين الكتلتين المتحركتين.

من هذا يتضح لنا أنّ الفوّهة تكوّنت أوّلاً قبل تكوّن الصدع الأخدودي. نصف الحاءط العلوي للفوّهة يقبع الان في قعر الأخدود بينما مازال الجزء المتبقّي في ألأراضي المرتفعة. رغم تمزّق هذه الفوّهة إلى نصفين فإنّ الفوّهة مازالت واضحة المعالم مما يرجح أن العوامل التي أدّت إلى تكوّن الفوّهة والصدع هي عوامل جيولوجية حديثة نسبياّ.

ترجمة: محمّد رامي المعرّي